ثقافة عامة

بعض الحكايات كأنها غيبوبة نعيشها كالحلم ونتذكرها كالحلم

بعض الحكايات كأنها غيبوبة نعيشها كالحلم ونتذكرها كالحلم

نعم لست صاحبة سمو ولا أوراقي الرسميه خاصه ولا حصانه دبلوماسيه لدي لكنني احببتكبرقي ملكة وظننتك  حصانتي و اوراقي الرسميه لكن النهايات معك لا تشبه تلك الحكايات التي كنت اقراها كل ليله قبل النوم.

فانا لست بطله حكايه حب تاريخيه ولا انا ابنة السلطان مدللة والدها التي اخبرتنا جدتنا انها عشقت إبن الحطاب وانها دفعت حياتها ثمنا الى تلك العاطفه فانا لما.

فانا لم ادفع عمري ثمنا لحكاياتك ولا سفكت وكل حياتي على قارعه عمرك لكنني سفكت الجزء الاجمل منها علي اسوار حكاياتك وفقدت الجزء الاقوى من من صوتي في البكاء خلفك وخسرت الرهان الأكبر امامهم حين راهنت على مصداقيتك معي.

فأنا تأرجحت على حبال وعودك سنوات كي أستقر معك  وسرت على الطريق الشائك من الطريق كي ألتقيك و أبحرت بلا سفينة كي أصل جزيرتك أنا ركضت عكس التيار.

لأن التيار لم يكن معك أنا انتظرتك في منتصف العمر وحيدة حين حال بيني وبينك الموج أنا حكمت على نفسي بالمؤبد معك كي أبقى حبيسة عاطفتي نحوك وجعلت اتجاهات الأرض كلها أنت فأنت كنت خارطتي التي لا أحفظ من جغرافيا الأرض سواها.

وكأني كنت في غيبوبة حب معك فبعض الحب غيبوبة وأنت كنت غيبوبة عمر کبری غيبوبة دخلتها منذ سنوات ولم أستيقظ منها وظن البعض أني لفظت أنفاسي فيها.

لكني استيقظت منها ومنك وحين استيقظت رأيت خارطة الأرض تغيرت وخارطة الطريق تغيرت وخارطة الأحلام تغيرت وخارطة الحب تغيرت وخارطة المباديء تغيرت وخارطة الوجوه تغيرت

وأرعبني كيف لم أشعر بكل هذا كيف لم أشعر بتسرب الأيام من أنامل عمري كيف لم ألمح اصفرار الأوراق على أشجار سنواتي وكيف لم توقظني ضفائري السوداء وهي تخلع سوادها.

ولا سمعت صوت خطوات ربيعي وهوي غادر مراحلي ولا تنبهت کیف قطعت كل هذه المسافة من عمري ولا أعلم كيف كبر الصغار حولي وكيف تغيرت ملامح رفاقي وكيف انحنت قاماتهم بهذه السرعة وكيف مر العمر بأكمله كالحلم وأنا في غيبوبة حكايتك.

فحكايتك كانت غيبوبة طويلة سرقتني عنهم سنوات وغبت فيها سنوات وأديت فيها دوری کالغيب في عالم منعزل عن الأرض فكل أحلامي بك كانت خيالية.

وكل أمنياتي كانت خيالية وكل طقوسي كانت خياليه حتى حماقاتي وأحزاني معك كانت خيالية فكنت أنت كذلك السراب الذي ألمحه على الطريق من بعيد

فتشعرني رؤيته بالأمان وكلما اقترب منه ابتعد فأفقد بابتعاده اماني نعم كسراب الطريق المخادع كخيط الضوء كنت أنت فأنت لم تكن شيئا يمسك لم أمسك يدك يوما.

ولم أرافقك على سطح الأرض أمامهم فكل نزهاتي معك كانت في الخيال وكل تفاصيلي معك كانت بعيدا عن كوكب الأرض كانت هناك حيث أنام مغمضة العينين في حكاية تشبه الغيبوبة كثيرة

 

Shahd Bali

كاتبة ومحررة في موقع عالمك العربي، متخصصة في كتابة المقالات التثقيفية والتوعوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى