ثقافة عامة

من هم مسلمي الإيغور وماذا يعانون؟

من هم مسلمين الإيغور وماذا يعانون؟

 الأويغور مسلمون، ويعود أصلهم العرقي إلى الشعب التركي، فهم يعتقدون أن عرقهم وثقافتهم هي الأقرب ثقافيًا لتلك الموجودة في بلدان آسيا الوسطى. ومع أحصاءالحكومة الصينية لتواجد في الصين 24 مليون مسلم، يمثلون حاليًا حوالي 45٪ من سكان مقاطعة شينجيانغ، بينما تبلغ نسبة الهان الصينيين حوالي 40٪. علاوة على ذلك، فإن المنطقة الشمالية الغربية من البلاد هي أكبر مقاطعة في الصين، وتتمتع نظريًا بالحكم الذاتي الذي تتمتع به التبت، ولكن في الواقع لا يوجد مثل هذا الوضع. المنطقة تحدها الهند وأفغانستان ومنغوليا.

أعلنت  الأمم المتحدة مرارا عن قلقها بعد تقارير عن اعتقالات جماعية للإيغور ودعت إلى إطلاق سراح المحتجزين في معسكرات “إعادة التأهيل”، لكن الصين تنفي هذه المزاعم وتعترف باحتجاز بعض “المسلحين” لإعادة تثقيفهم وتربيتهم. وتتهم الصين المتطرفين الإسلاميين والانفصاليين بالتحريض على الاضطرابات في المنطقة. أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنها تلقت العديد من التقارير الموثوقة حول احتجاز ما يقرب من مليون من الإيغور في “مركز مكافحة التطرف”. قالت غاي ماكدوغال من لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إنها تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن منطقة الأويغور المتمتعة بالحكم الذاتي أصبحت “معسكر اعتقال جماعي”.

وأقيم بهذه المعسكرات العديد من المجازر بحق المسلمين وذلك ليس من جديد ففي عام 1966ارتكب الجيش الصيني مجازر في أكثر من 75000 مسلم أثناءاستقبال المسلمين لشهر رمضان. وفي 28 يونيو 2013، وقعت مذبحة مسجد خان أريق في خوتان، حيث قتل خلالها 200 مسلم في 14 فبراير 2014، بالأضافة إلى مذبحة أكسو، قتل الجيش الصيني 11 مسلمًا بتهمة محاولة الاعتداء على الشرطة دون تقديم أدلة. ووقعت مذبحة كيليجي في 20 أغسطس 2013، وقتل فيها 26 مسلمًا. وزعم النشطاء أن مذبحة البحرين وقعت في عام 1990. وبحسب نشطاء، قُتل مئات المدنيين المسلمين، وقالت الحكومة الصينية إن 60 مسلمًا قتلوا. وكما وقعت مذبحة هورتن دون الإقليمية في عام 2014، حيث قُتل 2500 إلى 5500 مسلم.

بالاضافة إلى أن في 2018  أجبرت السلطات الصينية نساء الأويغور على تناول موانع الحمل وتعقيمهن لمنعهن من الإنجاب. أو بالأحرى قد أجروا عملية إجهاض واستأصلوا الرحم هنا وتوفيت على الفورالعديد من النساء الذي تتراوح أعمارهن بين (25-34) من قرى مختلفة. وكما أن السلطات الصينية فصلت الأطفال عن عائلاتهم بعد أن وضعت الآباء في هذه المعسكرات. قال مسؤول صيني لبي بي سي إنه عندما كان الآباء في هذه المعسكرات ، ترسل السلطات أطفالهم إلى مدارس داخلية.

لكن هيئة الإذاعة البريطانية كلفت بإجراء تحقيق من قبل الدكتور أدريان زينز، الذي قال إن هذه المدارس تمثل “بيئة مثالية للقضاء على الثقافة البدائية لهذا المجتمع. وأضاف أن الغرض من هذه المدارس هو “تدريب جيل من الأويغور على فصلهم تمامًا عن الثقافة والعادات والتقاليد والأديان واللغات الأصلية لهذه الأقلية”. في سبتمبر 2020، أظهرت دراسة أجراها المعهد الأسترالي للسياسة الإستراتيجية أن السلطات الصينية زادت من وتيرة احتجاز الأويغور في المعسكرات بسبب اكتشاف أن عدد الأويغور يتزايد باطراد، وهو ما يدحض انخفاض عدد الأويغور في الصين وهناك ما يقرب من مليون رجل وامرأة.

وبحسب المعهد فإن العدد الحالي لهذه المخيمات هو 380، بزيادة 40٪ عن التقديرات السابقة ،ولا يزال العمل جاريا في 14 مخيما آخر. وكما أن الحكومة الصينية قامت بحظرالعديد من القوانين الدينية وإحدى هذه القوانين أيضًا: يُحظر إرسال الطفل إلى مدرسة عامة. وعدم الامتثال لسياسة تنظيم الأسرة بالاضافة إلى التدمير المتعمد للوثائق الحكومية للزواج القانوني.

بالاضافة إلى أن السلطات الصينية أمرت الأويغور بتسليم كل المصاحف القرآن كلها و كل سجادات الصلاة أو غيرها من المواد الدينية وإلا فسوف يواجهون “العقوبة”. وفي عام 2017 وضعت الحكومة الصينية قواعد جديدة و جزء من قيود شينجيانغ الجديدة وجزء مما تسميه بكين بالحركة المناهضة للتطرف والتي تشمل الإجراءات حظر نمو اللحية وارتداء الحجاب في الأماكن العامة ومعاقبة من يرفضون مشاهدة التلفزيون الوطني.

Shahd Bali

كاتبة ومحررة في موقع عالمك العربي، متخصصة في كتابة المقالات التثقيفية والتوعوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى