ثقافة عامة

قصة جديدة وشخصية جديدة ومجهولة وهي “سليمان خاطر”

وإليكم اليوم قصة جديدة وشخصية  جديدة ومجهولة "سليمان خاطر"

 واليوم سنتعرف على قصة الشاب المجند المصري سليمان محمد عبدالحميد خاطر وهو من مواليد 1961 وولد سليمان في قرية اكياد البحرية مركز فاقوس محافظة الشرقية, وهو ولد لعائلة بسيطة تتالف من خمس اطفال وكان سليمان الطفل الاخير. ولسبب الحروب والمشاكل الوطنية التي عانت منها مصر في زمن جمال عبد الناصر كبرا سليمان في مجتمع مليئ  بالضوضاء من تفجيرات لاطلاق رصاص عشوائية. وفي يوم 8 أبريل عام 1970 واثناء ذهاب سليمان إلى مدرسته الابتدائية يحصل انفجار يزعزع منطقة الشرقية ومع هروب وصرخات الطلاب وإذا بصواريخ امريكية تضرب المدرسة التابعة لمركز الحسينية في الشرقية ومن خلال ذلك الانفجار تم قتل 30 طفل من طلاب المدرسة.

وطبعاً كان سليمان طفل يعيش في تلك الاجواء والاحداث وكان سليمان متعاطف جداً مع دم اصدقائه وهو لايزال الطفل ذو 9 سنوات, وبعد ثلاث اعوام فقط تبدأ حرب أكتوبروذلك في عام 1973وهنا بدأت المحافظة الشرقية بتحول إلى نقطة عسكرية ك سكن عسكرية ووحدات التدريب وقواعد حربية وإلى اخره وكان سليمان مثل اي شخص يقيم في محافظة الشرقية يقوم بدعم الجنود بالطعام أو الشراب من وراء الاسلاك ومن فوق السطوح وهو لايزال طفل في سن 12. وهنا بدأ الحس الوطني والمسؤلية عند سليمان خاطر وكان يتمنى لو انه شاب كبير كي يستطيع حمل السلاح و المشاركة في الدفاع عن وطنه وهو لايزال في الاعدادية. وفي عام 1978 انتها سليمان من الثانوية العامة ودخل كلية الحقوق جامعة الزقازيق.

وفي ذلك العام يصدم السادات العالم العربي بأول تطبيع بدولة عربية اسلامية مع الدولة الصهيونية وكانت أحدى شروط التطبيع هي عدم وجود اي جندي مصري على الحدود الاسرائيلية وأن الجنود التي ستتواجد على تلك الحدود ستكون فقط من الامن المركزي أوالامن الداخلي فقط لا غير وكان سليمان متفاجئ من الاحداث جداً. وبعدها تم تجنيد سليمان على الحدود كجندي في الامن المركزي وذلك في اواخرعام 1984, وبعد فترة التدريب بدأ سليمان بعمله بمنطقة راس برقة على الحدود الشرقية من جهة الصهاينة وفي جنوب سيناء. وفي يوم 5 أكتوبر لعام 1985 كان سليمان يعمل في نقطته العسكرية ويقدم كل نصف ساعة تقرير لرئيسه بكل تفصيل يحدث عنده.

وعند غروب الشمس يتفاجئ سليمان بحركة سبع أشخاص يصعدون للتلة الذي يُناوب بها وكان للجيش كلمة سر ينادوا بها عند أحساسهم بأن هنالك احد يقترب منهم ويقومون بنطقها واذا لم يتم أخذ الرد بكلمة السر يتم اطلاق النار بطريقة تحذيرية بالهواء ومن ثم يتم اطلاق النار مباشرةً على الصاعد وهذا مافعله سليمان بالضبط قام تحذيرهم ولكنهم استمروا بالاقتراب من السكنة العسكرية ولان القانون هكذا  اطلاق سليمان النارعليهم وماتوا. وهنا اتصل سليمان بالقيادة واخبرهم عن الحادثة وقام بتسليم نفسه وبكل ثقة وفخر وفي ثاني يوم 6 أكتوبر قام رئيس حسني مبارك بحتفالات من اجل ذلك الجندي المجهول وفي الاحتفال تم سأله من قبال صحفي انجليزي عن الذي حدث فقال له بأنه شي فارغ وبأنه رجل مجنون وفقد عقله ويستطيع فعل فعلته هذه باي مكان اخر.

وتم اصدار بعدها قرار حكومي من مبارك بمحكمة سليمان محاكمة عسكرية وهنا اعترض الشيخ صلاح ابواسماعيل القرر قائلاً بأن  هذا ضد الامن والدستور لان جنود الامن المركزي هم جنود مدنيون ويجب محاكمة سليمان بمحكمة مدنية امام القضاء المدني وبطبيعة الحال تم رفض طلب الشيخ صلاح. وأثناء فترة محاكمة سليمان خاطر دخل على سليمان في مقر احتجازه جنديان وأبدوا تعاطفهم معه وان سيساعدونه على الهروب من السجن ولكن وبكل فخر رفض سليمان خاطر الهروب وقال لهم انه لن يتخلى  عن قضيته وانه هو بطل بشعبه ولشعبه واذا هرب لن تبقى بطولة ولا رجولة وانه لم يفعل شيء خارج القانون وسيخرج بعد المحاكمة. واثناء محاكمة سليمان خاطر في القضية رقم 142/85عسكرية.

وقال له القاضي ان رقم سلاحك كذا وكذا وأثناء ذكره للرقم أخطاء برقمين فرده سليمان وقال له ان رقم سلاحه كذا وكذا استعجب القاضي من معرفة سليمان الشديدة  فجوابه سليمان قائلاً أن سلاحه شرفه ولذلك حكمت المحكمة عليه بالأشغال الشاقة لمدة 25 عامًا وصدر هذا الحكم يوم 28 ديسمبر 1985 الحكم كان صادم جداً لسليمان ولعائلته فقال سليمان للقاضي انه لم يفعل شيء سوى وظيفته وان هذا الحكم سيكون عقوبة لكل جندي يجهد للقيام بعمله وأنه سيكون عبرة لهم ولكن مع الاسف ان القاضي كان عابد مأمور وكان يعلم بأن سليمان مظلوم ولكن الامر قادم من الرئاسة الجمهورية. وكان امام سليمان طريقان فقط اما ان يقضي فترة محكوميته اوان ياتيه حكم العفو من الرئاسة الجمهورية.

وهنا تبدأ الحتجاجت الشعبية من اجل سليمان واحتجاجهم الاكبر كان الحكم الذي ظهر على سليمان ومع هذا كله وكل تلك المظاهرات تم قمعها بنفس الوقت وتنتهي القصو وتنسى. وبعد عام وفي 6 يانير عام 1986 استقبل مبارك عضو مجلس الشيوخ الامريكي “روبرت روسيندي” وهنا تتم الاجتماعات مع الرئيس حسني مبارك ومن ذلك الاجتماع يذهب الضيف وياتي من خلفه مباشرةً وزير الادفاع “عبد الحليم ابو غزالة ” وهو رئيس السجن الذي كان يقضي سليمان محكوميته به وبعد كل تلك الاجتماعات وفي نفس اليوم  يتم دعوة عائلة سليمان خاطر لزيارته في في مركز شرطة فاقوس ودعوة مستعجلة, وعند وصول عائلة سليمان خاطر للسجن الحربي يتفاجئون بجلوس سليمان والصحفي المصري ” مكرم محمد احمد ” في حديقة السجن بانتظارهم.

وهنا بدأ الصحفي المصري بالتقاط بضع الصور للقاء سليمان وعائلته واظهر بتلك الصور بان سليمان يعيش حياة مرفهة وأن السجن يتعامل معه بطريقة جيدة. ومن خلاالتقاط المصور صور كثيرا اثار غضب اخوة سليمان فكسروا له الالة التصوير داخل السجن, وبعد تلك الزيارة طلب عبد المنعم خاطر شقيق سليمان خاطر من مأمور السجن رؤية سليمان من أجل توقيع سليمان على الاوراق الوكالة العامة للارض التي يملكها هو واشقاءه وهنا تم موافقة امر الزيارة وفي اليوم التالي 7 يانير لعام 1986 يذهب عبد المنعم للسجن الحربي لزيارة سليمان وهو يصطحب موظف الوكالات وهنا يتفاجئ عبد المنعم بالشيء الذي يراه هل من الممكن ان يتغير السجن بالليلة واحدة ويتسأل أين الخضار والحديقة والوجه الضاحك ويجد عكس ماكان.

وعند وصول عبد المنعم للسجن لم يسمحوا له بالدخول للسجن لزيارة سليمان للاسباب امنية وهنا بدا عبد المنعم يتذكر كلام سليمان بأن  هذا الحكم لن يجعله ضعيف وانها فرصة لاتعوض من اجله وانه سيكمل تعليمه بالسجن وعند خروجه سيكون محامي لامع وفي نفس اليومتأتي الاخبار الصادمة لعائلة سليماو وهي من النيابة العامة وتأكد انتحار الجندي سليمان خاطرالذي تم الحكم عليه بالمؤبد في زنزانته شنقاً بستخدام غطاء سريره. وتتفاجئ عائلة سليمان جداً وعند تشريح جثة سليمان تم تنبين انه انتحر بغطاء السريروبالرغم من تواجد اثار تضل على ان سليمان تم قتله بالسلاك رفيعة الحجم. وتم دفن سليمان بقريته وتم اغلاق صفحة جديدة لبطل راح ضحية حاكم.

Shahd Bali

كاتبة ومحررة في موقع عالمك العربي، متخصصة في كتابة المقالات التثقيفية والتوعوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى