ثقافة عامة

من أجمل القصص التي حصلت في زمن خير الأنام

من أجمل القصص التي حصلت في زمن خير الأنام

وفي موقف غايه في المراعاة واللطف يتعامل مع والد ابي بكر رضي الله عنه فانه صلى الله عليه وسلم لما أقبل بجيوش المسلمين الى مكه لفتحها.

قال ابو قحافة ابو ابي بكر رضي الله عنه وكان شيخاً كبيراً أعمى قال لابنة له من اصغر ولده اي بنية أظهري بي على جبل ابي قبيس لأنظر صدق ما يقولون هل جاء محمد؟

فاشرفت به ابنته فوق الجبل فقال اي بنية ماذا ترين؟ قالت ارى سواداً مجتمعاً مقبلاً قال تلك الخيل قالت وارى رجلاً يسعى بين يدي ذلك السواد مقبلاً ومدبراً.

قال أي يابنية ذلك الوازع الذي يأمر الخيل و يتقدم إليها ثم قالت قدم والله يا أبت انتشر السواد فقال قدم والله اذا دفعت الخير و وصلت مكه فاسرعي بي إلى بيتي فأنهم يقولون من دخل داره فهو امن.

فانحطت الفتاه به مسرعة من الجبل فتلقته خيل المسلمين قبل ان يصل إلى بيته فأقبل ابو بكر إليه فاحتفى مرحباً ثم أخذ بيده يقوده حتى اتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد.

فلما رآه رسول الله فاذا شيخ كبير قد ضعف جسمه ورق عظمه واقتربت منيته وإذا أبو بكر ينظر إلى أبيه وقد فارقه منذ سنين وانشغل عنه بخدمة هذا الدين.

التفت إلى ابي بكر رضي الله عنه فقال مطيبا لنفسه ومبيناً قدره الرفيع عنده هلا تركت الشيخ في بيته حتى اكون انا اتيه فيه كان ابو بكر رضي الله عنه يعلم انهم في حرب قائدهم رسول الله وان وقته أضيق وأشغاله اكثر من يتفرغ للذهاب لبيت شيخ يدعوه للإسلام.

فقال ابو بكر شاكراً يا رسول الله هو أحق ان يمشي إليك من انت تمشي انت إليه؟ فأجلس النبي عليه الصلاه والسلام ابي قحافة بين يديه بكل لطف وحنان ثم مسح على صدره ثم قال اسلم.

فاشرق وجه ابو قحافة و قال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله انتفض أبو بكر منتشياً مسروراً لم تسعه الدنيا فرحاً تأمل النبي صلى الله عليه وسلم في وجه الشيخ.

فإذا الشيب يكسوه بياضاً فقال:( غيروا هذا من شعره ولا تقربوه سواداً) نعم كان يراعي النفسيات في تعامله بل إنه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة قسم جيشه إلى كتائب وأعطى إحدى الكتائب إلى الصحابي البطل سعد بن عبادة رضي الله عنه.

كانت الراي مفخرة لمن يحملها ليس له فقط بل له ولقومه جعل سعد ينظر إلى مكة وسكانها فإذا هم الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وضيقوا عليه وصدوا عنه الناس واذا هم الذين قتلوا سمية وياسر وعذبوا بلالاً وخباباً.

كانوا يستحقون التأديب فعلاً هز سعد الراية وهو يقول: (اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة) سمعته قريش في فشق ذلك عليهم وكبر في أنفسهم وخافوا ان يفنيهم بقتالهم.

فعارضت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسير فشكت إليه خوفهم من سعد وقالت:

يا نَبِيَّ الهُدى إِلَيكَ لَجا حَي   يُ قُرَيشٍ وَلاتَ حينَ لَجاءِ

حينَ ضاقَت عَلَيهِمُ سِعَةُ الأَر   ضِ وَعاداهُمُ إِلَهُ السَماءِ

وَاِلتَقَت حَلقَتا البِطانِ عَلى القَو   مِ وَنودوا بِالصَيلَمِ الصَلعاءِ

إِنَّ سَعداً يُريدُ قاصِمَةَ الظَه    رِ بِأَهلِ الحُجونِ وَالبَطحاءِ

خَزرَجِيٌّ لَو يَستَطيعُ مِنَ الغَي    ظِ رَمانا بِالنَسرِ وَالعَوّاءِ

وَغِرُ الصَدرِ لا يَهِمُّ بِشَيءٍ    غَيرِ سَفكِ الدِما وَسَبيِ النِساءِ

قَد تَلَظّى عَلى البِطاحِ وَجاءَت    عَنهُ هِندٌ بِالسَوءَةِ السَوآءِ

إِذ تَنادى بِذُلِّ حَيِّ قُرَيشٍ      وَاِبنِ حَربٍ بَذاً مِنَ الشُهداءِ

فَلَئِن أَقحَمَ اللِواءَ وَنادى       يا حُماةَ الِلواءِ أَهلَ اللِواءِ

 ثُمَّ ثابَت إِلَيهِ مَن بِهِمُ الخَز     رَجُ وَالأَوسُ أَنجُمَ الهَيجاءِ

لِتَكونَنَّ بِالبِطاحِ قُرَيشٌ      فَقعَةَ القاعِ في أَكُفِّ الإِماءِ

فَاِنهَيَنهُ فَإِنَّهُ أَسَدُ الأُس    دِ لَدى الغابِ والِغٌ في الدِماءِ 

إِنَّهُ مُطرِقٌ يُريدُ لَنا الأَم     رَ سُكوتاً كَالحَيَّةِ الصَمّاءِ

 فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الشعر دخله رحمة ورأفهة أحب إلا يخيبها إذ رغبت إليه وأحب ألايغضب سعداً بأخذ الراية من بعد أن شرفه بها.

فأمر سعداً فناول الراية لابنه قيس بن سعد فدخل بها مكة وأبوه سعد يمشي بجانبه فرضيت المرأة وقريش لما رات يد سعد خالية من الراية ولم يغضب سعد لانه بقى قائدا لكنه أريح من عناء حمل الراية وحملها عنه ابنه.

فما اجمل ان نصيب عدة عصافير بحجر واحد ونحاول ألا نفقد احداً و نكون ناجحين ونكسب الجميع وإن تعارضت مطالبهم.

Shahd Bali

كاتبة ومحررة في موقع عالمك العربي، متخصصة في كتابة المقالات التثقيفية والتوعوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى