ثقافة عامة

من هو مؤسس حزب الحشاشين ” حسن الصباح “

واليوم سنتعرف على مؤسس حزب الحشاشين " حسن الصباح "

  حسن الصباح او بالاحرى حسن بن علي بن محمد الصباح الحميري والذي ولد عام 1037 وهو ولد ومات في الري، كما انه نشأ وترعرع  بمقر الشيعة الاثنى عشرية هذا اسم المقر الشيعي لذلك الوقت وبسبب انتقال عائلته إلى الري اتخذ طريق الديانة الشيوعية اوالفاطمية طريق له وهو في سن 17 عشر.

وهوكان  ذو ديانة إسماعيلية نزارية, لم يتجوز حسن الصباح ابداً ولم يكن له اولاد ومات من دون سليلوكما انه بعد ذلك استمر حسن الصباح بقراءة  كتب الاسماعيلية وبالاضافة إلى بحثه الدائم عن الحزب الاسماعيلي من خلال مقابلة اساتذا متخصصون بهذه المجالات الاسماعيلية وبعد فترة زمنية قليلة اقتنع الصباح بأن الديانة الشيوعية هي الحق وأداء يمين الولاء للامام الفاطمي.


 لكنه أدى تلك اليمين أمام مبشر إسماعيلي نائب عن عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب إيران والعراق
 وفي أوائل صيف 1072 وصل عبد الملك بن عطاش لمدينة الرى، فلقيه حسن الصباح، ثم وافق على انضمامه، وحدد له مهمة معينة في الدعوة، وطلب منه السفر إلى مصرلكي يسجل اسمه في بلاط الخليفة الفاطمي بالقاهرة. كان الصباح سبب اساسي في تأسيس أخطر التنظيمات الشيعية  الطائفية الاسماعيلة أو الباطنية أوكما سموهم الاوربيون بالحشاشون.

 وترك الصباح مدينة الري وذلك في عام 1076 وكانت وجهته مدينة اصفهان وبعدها تنقل بالعديد من الاماكن المختلفة ك اذربيجان وميافارقين وتم طردحسن منها وذلك بسبب انه أنكرسلطة علماء السنة وأصر على إن الإمام وحده هو الذي لديه الحق في تفسير الدين وبعدها اكمل مسيرته من فلسطين إلى أرض الجزيرة وبعدها سوريا وبيروت ومن ثم عادا لمصر وبقيا فيها ثلاث سنوات وكان دائماً مابين القاهرة والاسكندرية . وذكر بعدها بختلاف حسن الصباح مع أمير الجيش “بدر الدين الجمالي.

فالقا الامير بدر بحسن بالسحن وبعدها طرده خارج مصرواثناء سفره على مركب للأفرنج إلى شمال إفرقيا, لكن المركب غرق في الطريق فنجى حسن فنقلوه إلى سوريا ثم تركها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان وذلك في عام 1081.

وهنا قررحسن بتأسيس قاعد تدعى بقاعدة قلعة الموت بالرغم من مطاردة وملاحقة السلاجقة له إلا كان كل همه نشر دعوته  وافكاره واكتساب الانصار وبالرغم من ان الصباح زار العديد من الدول والبلدان ولكن لم يجد أفضل من قلعة الموت المنيعة.

 فهي حصن قديم فوق صخرة عالية وسط الجبال على ارتفاع 2,100 متر (6,900 قدم) وبنيت بطريقة أن لا يكون لها إلا طريق واحد يصل إليها ويلف على المنحدر مصطنع (المنحدر الطبيعي صخوره شديدة الانحدار وخطرة)، لذلك أي غزو للحصن يجب أن يحسب له لخطورة الإقدام لهذا العمل.

لم يعرف الباني الأساسي للقلعة، ويقال أن من بناها هو أحد ملوك الديلم القدماء واسماها (ألوه أموت) ومعناها عش النسر، ثم جددها حاكم علوي عام 860، وبقيت في ايديهم حتى دخلها طائفة من ألإسماعيلية
 ويسمون الباطنية بواسطة أميرهم حسن الصباح بتاريخ ذلك في تاريخ 4 سبتمبر في عام  1090 فطرد الحاكم منها.

وكما ذكر أن قصة دخول حسن الصباح هي كما ذكرها ابن الاثير
: أن الحسن الصباح كان يطوف على الأقوام يضلهم فلما رأى قلعة أَلَمُوت واختبر أهل تلك النواحي، أقام عندهم وطمع في اغوائهم ودعاهم في السر وأظهرنيته الحسنة وقام بخداعهم بأسم الدعوة ومع كل ذلك اتبعه العديد من الناس وكان العلوي صاحب القلعة أحسن الظن به فكان يجلس إليه يتبرك به فلما أحكم الحسن أمره دخل يومًا على العلوي بالقلعة فقال له ابن الصباح: اخرج من هذه القلعة فتبسم العلوي وظنه يمزح فأمر ابن الصباح بعض اصحابه بإخراج العلوي فأخرجوه إلى دامغان واعطاه ماله وملك القلعة وقيل أنه اشتراها منه ب 3000 دينار ذهب.

وبقيا بقلعة الموت مايقارب 35 عام حتى مماته حيث كان يقال بأن حسن الصباحكان رجل يقضي وقته في القراءة ومراسلة الدعاة وتجهيز الخطط والمكائد.

وكان همه كسب أنصار جدد والسيطرة على قلاع أخرى. لذلك استمر بارسال الدعاة إلى القرى المحيطة برودبارالمجاورة، ويرسل المليشيات لأخذ القلاع عن طريق الخدع الدعائية، وإن فشلوا بذلك فإنهم يقتلون الناس ويرتكبوا المجازر، وقد أخذوا الكثير من القلاع والأماكن الصالحة لبناء القلاع الحصينة، وقد تمكن حسن الصباح من الاستيلاء على قلعة لمبسر عن طريق هجمات مليشياته عليها ما بين عامي 1096 و 1102 بقيادة عامله “كيا برزك اميد” وحكمها عشرين عاما.

 وقد كانت قلعة استراتيجية مهمة وقائمة على صخرة مدورة تطل على شاه رود، وعن طريقها تمكن حسن الصباح من الاستيلاء على كل منطقة رودبار.

ومن شدة خبث حسن الصباح بدأ بضم سكان تلك المنطقة عن طريق استغلالهم بحالة التذمرالتي كانت هناك ضد السلاجقة فصارت تابعة للإسماعيليين ولذلك استغل حسن الصباح تذمر الناس وغضبهم على الدولة السلجوقية واستغل كذلك تراثهم الموالى للشيعة والإسماعيليين حتى تمكن أن يسيطر على أقاليم وقلاع كتيرة وكان سلطان الدولة السلجوقية “السلطان ملك شاه “.

وأول من عرف بالدعوة الباطنية كان في ساوة وهو رئيس حرس الجنود السلجوقي وقام بالقبض عليهم  والقا بهم في السجن بعد ان اكتشف امرهم وبعد فترة قصيرة اخلا سبيلهم وهنا كان أول اجتماع لهم، وبعدها قاموا بدعوة مؤذن كان يقيم في مدينة اصفهان فلم يلبي الدعوة وخوفاً من ان يفشي سرهم فقاموا بقتله وكان اول قتيل قتلوه باسوة ووصل الخبر لنظام الملك فأمر باخذ من يتهم بقتله فوقعت التهمة على نجار اسمه طاهر فقتل ومُثل به وجروا برجله في الاسواق فهو أول قتيل من طائفة حسن الصباح وكان والد النجار واعظًا وقدم إلى بغداد مع السلطان بركياق  فحظي منه ثم قصد البصرة فولي القضاء بها ثم توجه في رسالة إلى كرمان فقتله العامة في الفتنة التي جرت وذكروا انه باطني.

في سنة 1092 بدأ السلاجقة في مواجهة حسن الصباح عسكرياً، فبعث سلطانهم ملكشاه حملتين، واحدة على قلعة ألموت، والثانية على قهستان لكن ميليشيات حسن الصباح تصدت للسلاجقة وبمساعدة الاهالى المتعاطفين معهم في روبارد وقزوين فانسحبت القوات من قهستان بعد وفاة السلطان ملكشاه سنة 1092.

وهنا اصطاد حسن الصباح صيدته الكبرى وهي اغتيال الوزير نظام الملك نفسه في 16 ديسمبر 1092 في منطقة ساهنا في إقليم نهاوند، وتمت عملية الاغتيال من خلال الفدائي وهي كلمة يستخدمها الباطنيون لمن يقوم بعمليات الاغتيال، وكان متنكر في زى رجل صوفى.

وبعدما نجحت العملية قال حسن الصباح: ” قتل هذا الشيطان هو بداية البركة ” اغتيال نظام الملك كان من أولى عمليات الاغتيال الكبرى التي قام بها الحشاشون (الباطنية)، وكانت بداية لسلسلة طويلة من الاغتيالات التي قاموا بها ضد ملوك وأمراء وقادة جيوش ورجال دين، استمرت حتى احتل هولاكو قلعة ألموت عام 1256 وقضى على فتنتهم بالشرق والتي استمرت حوالي القرنين من الزمان.

وبعد فترة زمنية قصيرة موت المستنصربالله قام الوزير بدر الدين الجمالي بارسال دعوة لامامة المستعلي الابن الأصغر للمستنصر (ابن أخت الوزير)وإزاحة الابن الأكبر “نزار” ولي العهد وبذلك انشقت الفاطمية إلى نزارية مشرقية، ومستعلية مغربية.

انشق الصباح عن الفاطميين ليدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله، حسن الصباح كان في النظام مجرد عميل للزعماء الفاطميين في مصر ونائب لعبد الملك بن عطاش وخليفته. وقد اتخذ من قلعة الموت في مدينة رودبار بالقرب من نهر «شاه ورد» في فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته. وبعدها مات حسن الصباح في قلعة الموت وذلك في عام 1124. وطبعاً لم تنتهي الخلافات و استمرت الصراعات المسلحة بين الإسماعيلية الباطنية والسلاجقة وتوسعت مناطق حسن الصباح وتمكن الفدائيون الباطنية من الاستيلاء على قلاع جديدة لكن السلاجقة استطاعوا احتوائهم عام 1106.

 وعندما استولى السلطان محمد على قلعة شاه دز بالقرب من اصفهان  وقتل عدد كبير منهم من ضمنهم ابن العطاش وولده، ولكن لم يتمكنوا من القضاء عليهم أو يستولوا على قلعة ألموت.

وكما يقال أن موت حسن الصباح لم يكن قتالياً بل كان مرض وأنه توفي في قلعته قلعة الموت عام 1124 واستمر الباطنيون بمسيرتهم حتى بعد ممات حسن الصباح.

وكان حسن الصباح مفكراً وكاتباً وله نصين واحد عن قصة حياته والثاني في اللاهوت وصفه ابن الأثير بإنه كان رجلا حاد الذهن عالما بالهندسة والحساب والفلك والسحر.

ونال حسن الصباح باحترام كبير عند الإسماعيليين باعتباره محرك “للدعوة الجديدة”، أي النظرية الإسماعيلية المعدلة التي ظهرت بعد الانشقاق عن القاهرة والمسماة بالنزارية، لم يدع حسن الصباح بأنه الإمام ولكن ممثل الإمام فقط، وبعد اختفاء الإمام ظل هو زعيم الدعوة والحجة أو البرهان ونبع المعرفة للامام المستتر، والرابط الحي بين خط الائمة الظاهرين وفي المستقبل.

Shahd Bali

كاتبة ومحررة في موقع عالمك العربي، متخصصة في كتابة المقالات التثقيفية والتوعوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى