ثقافة عامة

من هو ابو الطيب المتبني وماهي سيرته الذاتية

من هو ابو الطيب المتبني وماهي سيرته الذاتية

يعرف المتبني بأنه كان رجل حكيم عربي وكان مشتهر بشعره,وُلد المتنبي في الكوفة سنة 303 في منطقةٍ تُسمى كِندة , واسمه الكامل احمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي وعاش أبو الطيب  أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان من أعظم شعراء العرب، وكما أنه عُرف بشخصيته المميزة ومن الشخصيات الغامضة يعجز المرء عن تحليليها، وشعرالمتنبي كان حيّرةً للناس، واستعصاء لهم في فهم مقاصده، وهي الأسباب التي دعت ابن رشيق ليلقِّبه ببمالئ الدنيا وشاغل الناس، وشعر المتنبي بعد من اكثر الاشعار التي حصل على شعبية كبيرة رغماً من صعوبة فهمه.

 وقد ترك المتنبي وراءَه عدداً كبيراً من القصائد والاشعار المختلفة والمتنوّعة، والتي بلغ عددها ثلاثمائة وستة وعشرون قصيدةً، وتعتبر هذه القصائد سجلّاً تاريخياً لأحداث عصره في القرن الرابع الهجريّ، كماانها تعتبر بمثابة سيرةً ذاتيةً للشاعر، حيث يستطيع القارئ من خلالها معرفة كيف جرت الحكمة على لسانه وكيف تطورت، لا سيّما في قصائده الأخيرة قبل موته. وسمي المتبني بهذا الاسم لانه كان يدعى بشابابه بالنبوة, ولقى عقابه من ولي محافظة حمص بسجنه بسبب ادعاءاته تلك.

ولُقِّب المتنبّي بهذا الّلقب لما وردَ عنه من ورعٍ في خُلقه، فقد كان آخذاً نفسه بالجدّ ومُنصرفاً للعلم مبتعداً عن الفواحش، وقد حظيَ بمنزلةٍ عظيمة عند عُلماء الأدب واللغة والنحو. ومعنى كلمة المتنبي ليست النبوة بل المكانة المرتفعة وإشارة على ذلك رفعة شِعره وعُلوّه لا إشارة لادّعائه النبوّة. وقد كان المتنبي يكثرمن ذكر الانبياء باشعره وقصائده مُشبِّها نفسه بهم، ومُقارناً أخلاقَ من يمدحهم بأخلاقهم, ومن ذلك قوله عن نفسه بالعديد من الابيات الشعرية كالتالي:

مَا مُقامي بأرْضِ نَخْلَةَ إلاّ
 كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ
 أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـه
 غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ

أما أنّ أباه كان رجلاً بسيطاً فلم يكن له قيمةً تُذكر, أمّا أمّه فلا يُعرف عنها اسمها ولا أصلها ولا من أي البلاد هي، إلا أنّه من المعروف أنّه بعد موتها كفلته أمها التي هي جدّته، وعطفت عليه وأحبته حباً كبيراً، وربته إلى أن اشتد عوده وأصبح رجلاً، ولم يُعرف اسمها أيضاً ولا اسم أبيها، وقد عُرف عن المتنبي حبه الشديد للعلم والأدب، كما أنّه تمتع منذ صغره بالذكاءِ وقوة الحفظٍ.

ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في أنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ، واتصل بسيف الدولة ابن حمدان، أمير وصاحب حلب، سنة 337 هـ وكانا في سن متقاربة، فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا وأصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة في حلب، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم، وتعد سيفياته أصفى شعره.

غير أن المتنبي حافظ على عادته في إفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحه، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة فجوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة.ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة في حلب أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء في حلب. وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظنون أنه حصل على أكثر من حقه.

وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، إلا أنه مطمئن إلى إمارة حلب العربية الذي يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية، إذ لم يكن يحسن مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.

كان المتنبي قد هجا  ضبة بن يزيد الاسدي العيني بقصيدة شديدة الهجاء شنيعة الألفاظ و تحتوي على الكثير من الطعن في الشرف مطلعها:

مَا أنصَفَ القَومُ ضبّه وَأمهُ الطرْطبّه
وإنّما قلتُ ما قُلـ ـتُ رَحمَة لا مَحَبه


فلما كان المتنبي عائدًا إلى الكوفة
، وكان في جماعة منهم ابنه محمد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة بن يزيد العوني الذي هجاه المتنبي، وكان في جماعة أيضًا. فتقاتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محمد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول  جنوب غرب بغداد.

Shahd Bali

كاتبة ومحررة في موقع عالمك العربي، متخصصة في كتابة المقالات التثقيفية والتوعوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى