قصة جديدة معبرة بعنوان أفعل الخير مع من تجده
تعطلت سيارة إمرأة على خط طويل .. لوحت بيدها للسيارات المسرعة، لكن لم تقف لها.
مضى عليها كثير من الوقت ، و بدأ رذاذ المطر يتساقط فخشيت حلول الظلام عليها و هي بهذا الحال وفجأة وتوقفت سيارة قديمة الصنع يسوقها شاب حنطي البشرة.
نظرت إليه و إلى السيارة فترددت هل تصعد، أم تبقى و الليل اوشك على الحلول؟ كانت تخشى ام يطمع بها، لانها تظن أن كل من يراها سيعلم بغناها و ثروتها.
بسرعة قررت و صعدت خوفاً من الليل و أهواله. في الطريق سألت الشاب عن إسمه و عمله، و قد كان يظهر عليه الفقر و الحاجه! أخبرها أن اسمه آدم ، وعمله سائق أجره.
فاطمأنت نوعا ما ، و عاتبت نفسها و انّبت ضميرها لسوء ظنها ولفت نظرها أن الشاب كان مؤدبا، و لم يلتفت اليها طوال الرحلة الى المدينة.
عندما وصلت إلى المدينة ، كانت تضمر في نفسها أنها ستعطيه ما يطلب من الأجرة حين تصل الى العنوان التي طلبت. و حين وصولها سألته كم حسابك ؟ قال: لا شي!
قالت: لا، لا يمكن انت ساعدتني و اوصلتني حيث طلبت. قال: اجرتي، أن تفعلي الخير مع من تجديه في حاجته. انصرفت مذهولة و غير مصدقة لما حدث!
دخلت الى مقهى لترتاح و تحتسي كوبا من القهوة واتت العاملة لتسألها عن طلبها، فلاحظت شحوب وجه العاملة و كبر بطنها وعندما أتت العاملة بالقهوة سألتها قائلة:
ما لي أراك متعبة؟ قالت العاملة: انا على وشك ولادة، و العمل يرهقني وقالت المرأة: و لم لا ترتاحين؟ قالت العاملة: مضطرة ان أوفر ما يكفي حاجة ولادتي.
انتهت المرأة من القهوة و طلبت الحساب وعندها وضعت ورقة نقدية كبيرة ، تساوي قيمة القهوة عشرة اضعاف ذهبت العاملة إلى المحاسب لتأتي بالباقي من حساب المرأة.
عندما عادت لم تجد المرأة ، لكنها وجدت ورقة صغيرة كُتِبَ عليها: (تركت باقي الحساب هدية لك) فرحت العاملة كثيرا، و عندما ارادت ان تأخذ الورقة وجدت مظروف مكتوب عليه:
(ما بداخل الظرف، هدية لمولودك القادم، بارك الله لكما فيه). كادت تصرخ من الفرح ، و هي ترى مبلغا يساوي راتبها لأكثر من سته شهور.
لم تتمالك دموعها من الفرح، و ذهبت سريعا، و استاذنت من عملها و سابقت الريح مشتاقة لإفراح زوجها الذي يحمل همّ ولادتها. دخلت البيت مسرعة تنادي زوجها الذي تعجب من عودتها على غير وقتها، و خشي أن يكون وقت الولادة قد حان.
غير أنه لاحظ ان صوتها مخلوط بنعمة الفرح و عبرة الشكر، و هي تقول و قد احتضنته: أبشر يا آدم قد فرجها الله علينا!!
لقد كان آدم هو السائق الذي قام بتوصيل السيدة و رفض ان يأخذ مقابل معروفة و طلب منها مساعدة الآخرين.
الخير سيعود إليك حتما، افعله و تذكر قوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.