ثقافة عامة

من هو عمرو بن العاص ولماذا أخذ لقب داهية العرب

من هو عمرو بن العاص ولماذا أخذ لقب داهية العرب

 عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

ولدا عمرو بن عاص أخ واحد فقط هشام بن عاص وأمه هي أم حرملة، كان عمرو بن العاص جريئا مِقْداما، يمزج ذكائه بدهائه فيُظَنّ أنه جبان، بيد أنها سعة حيلة يُخرج بها نفسه من المآزق المهلكة، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعرف ذلك فيه، وعندما أرسله الى الشام قال له:

إن على رأس جيوش الروم بالشام أرطبونا أي قائدا وأميرا من الشجعان الدُّهاة، فكان جواب أمير المؤمنين” لقد رمينا أرْطَبون الروم بأرْطَبون العرب، فلننظر عمَّ تنفَرج الأمور” ولقد انفرجت عن غلبة ساحقة لأرطبون العرب وداهيتهم عمرو بن العاص على أرطبون الروم الذي ترك جيشه للهزيمة وولى هاربا الى مصر.

ومن دهاء عمرو بن العاص عمرو بن العاص عمر بن العاص رضي الله عنه  داهية العرب كان عمـرو بن العاص رضي الله عنه حاد الذكاء، قوي البديهة عميق الرؤية، حتى أن أمير المؤمنين عمـر بن الخطاب رضي الله عنه  كان إذا رأى إنسانا عاجز الحيلة، صـكّ كفيه عَجبا وقال:

سبحان الله إن خالق هذا وخالق عمرو بن العاص إله واحد وفى أحد الايام بينما كان فى الطريق الى المدينه لوحده قُطع عليه الطريق وأمسك به كبير قطاع الطرق.

لم يكونو يعلموا من هو الرجل ولما هموا بقتله قال توقفوا إن قتلتمونى بالسيف متنا جميعا فاستغرب الحاضرون و سألوه لماذا فقال إن بى داء إن انتشر دمى يموت كل من حولى وأردف قائلا وما أتى بى وحدى الا انى اردت الذهاب لمكان لا يكون فيه احد فأموت وأكف المرض اللعين عن العرب  وسأل: من أمسكنى فيكم بيده ؟ فقالوا:

هو زعيمنا فقال: لاأبرح مكانى حتى يذهب معى فقد مسه الداء. وقد توجس القوم خيفة من زعيمهم وقد علموا بطشه ففروا هاربين منهم فقال عمر بن العاص: الآن أريك ما الداء الا وهو الذكاء وخاف ان تصبح اذكى منى وانت قاطع طريق فلا يستطيع الناس الخروج من ديارهم فهجم عليه وقتله.

التحكيم في الخلاف بين علي ومعاوية من أكثر المواقف شهرة في حياة عمرو في التحكيم وكانت فكرة أبو موسى الأشعري (المُمَثِّل لعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه) الأساسية هي أن الخلاف بينهما وصل الى نقطة حرجة، راح ضحيتها الآلاف، فلابد من نقطة بدء جديدة، تعطي المسلمين فرصة للاختيار بعد تنحية أطراف النزاع.

وأبوموسى الأشعري على الرغم من فقهه وعلمه فهو يعامل الناس بصدقه ويكره الخداع والمناورة التي لجأ اليها الطرف الآخر ممثلا في عمرو بن العاص (مُمَثِّل معاوية أبن أبي سفيان رضي الله عنه ) الذي لجأ الى الذكاء والحيلة الواسعة في أخذ الراية لمعاوية.

ففي اليوم التالي لإتفاقهم على تنحية علي ومعاوية وجعل الأمر شورى بين المسلمين. دعا أبوموسى عمرا ليتحدث فأبى عمرو قائلا: ما كنت لأتقدمك وأنت أكثر مني فضلا وأقدم هجرة وأكبر سنا.

وتقدم أبو موسى وقال: يا أيها الناس، انا قد نظرنا فيما يجمع الله به ألفة هذه الأمة ويصلح أمرها، فلم نر شيئا أبلغ من خلع الرجلين علي ومعاوية وجعلها شورى يختار الناس لأنفسهم من يرونه لها، واني قد خلعت عليا ومعاوية، فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من أحببتم.

وجاء دور عمرو بن العاص ليعلن خلع معاوية كما تم الاتفاق عليه بالأمس، فصعد المنبر وقال: أيها الناس، ان أباموسى قد قال ما سمعتم، وخلع صاحبه، ألا واني قد خلعت صاحبه كما خلعه، وأثْبِت صاحبي معاوية.

ولم يحتمل أبوموسى المفاجأة، فلفح عمرو بكلمات غاضبة ثائرة فرد عليه عمرو بنفس الإسلوب الجارح ورويا عن بن العاص السهمي القرشي الكناني (592م – 682م).

أبو عبد الله، ابن سيد بني سهم من قريش العاص بن وائل السهمي، أرسلته قريش قبل إسلامه إلى الحبشة ليطلب من النجاشي تسليمه المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة فراراً من الكفار وإعادتهم إلى مكة لمحاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد فلم يستجب له النجاشي.

وبعد إسلامه فتح مصر بعد أن قهر الروم وأصبح والياً عليها بعد أن عينه عمر بن الخطاب. و أبرز ما عُرف عن عمرو بن العاص أنه كان أدهى دهاة العرب في عصره ، فقد نقلت عن سعة حيلته و عبقرية تدبيره روايات تشبه الأساطير.

وحتى ان الخليفة عمر بن الخطاب لقبه بأرطبون العرب.اسلامه اعتنق الإسلام في السنة الثامنة للهجرة بعد هزيمة قريش في غزوة الأحزاب، وقدِم إلى المدينة المنورة مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مسلمين بعد مقاتلتهم الإسلام.

عمرو قائدا حربيا كانت أولى المهام التي أسندت إليه عقب إسلامه، حينما أرسله النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ليفرق جمعا لقضاعة يريدون غزو المدينة المنورة، فسار عمرو على سرية “ذات السلاسل” في ثلاثمائة مقاتل، ولكن خصومه كانوا أكثر عددا.

فقام النبي محمد بإمداده بمائتين من المهاجرين والأنصار برئاسة أبي عبيدة بن الجراح وفيهم أبو بكر وعمر، وأصر عمرو أن يبقى رئيسا على الجميع فقبل أبو عبيدة، انتصر جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وهرب مقاتلو قضاعة ورفض عمرو أن يتبعه كما رفض حين باتوا ليلتهم هناك أن يوقدوا نارا للتدفئة، وقد برر هذا الموقف بعد ذلك النبي محمد حين سأله أنه قال:

“كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم “، فحمد النبي محمد حسن تدبيره.

بعد وفاة النبي محمد وفي خلافة أبي بكر، قام بتوليته إمارة واحد من الجيوش الأربعة التي اتجهت إلى بلاد الشام لغزوها، فانطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة آلاف مقاتل، ثم وصله مدد آخر فأصبح عدد جيشه سبعة آلاف.

وشارك في معركة اليرموك مع باقي الجيوش الإسلامية وذلك عقب وصول خالد بن الوليد من العراق بعد أن تغلب على جيوش الفرس، وبناء على اقتراح خالد بن الوليد تم توحيد الجيوش معا على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش يوما من أيام المعركة.

وبالفعل تمكنت الجيوش المسلمة من هزيمة جيش الروم في معركة اليرموك تحت قيادة خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم وتم فتح بلاد الشام.

انتقل بعد ذلك عمرو بن العاص ليكمل مهامه في مدن فلسطين ففتح منها غزة، سبسطية، ونابلس ويبني وعمواس وبيت جيرين ويافا ورفح. كان عمر بن الخطاب إذا ذكر أمامه حصار بيت المقدس وما أبدى فيه عمرو بن العاص من براعة يقول: لقد رمينا “أرطبون الروم” “بأرطبون العرب”.

ولاية مصر خلال خلافة عمر بن الخطاب ولاه قيادة جيوش في فلسطين والأردن بعد موت يزيد بن أبي سفيان واثناء وجود عمر بن الخطاب بالقدس ليتسلم مفاتيحها استغل هذه الفرصة عمرو وطلب من عمر فتح مصر وقال له إن فتحتها فستكون قوة وعون للمسلمين.

ولكى تؤمن حدود الشام من هجمات الرومان ثم وافق عمر وولاه قيادة الجيش الذاهب لغزو مصر ففتحها. وأمره عثمان بن عفان عليها لفترة ثم عزله عنها وولى عبد الله بن أبي السرح،ثم عاد بعدها عمرو إلى المدينة المنورة.

دوره في معركة صفين خلال خلافة عمر بن الخطاب ولاه قيادة جيوش في فلسطين والأردن بعد موت يزيد بن أبي سفيان واثناء وجود عمر بن الخطاب بالقدس ليتسلم مفاتيحها استغل هذه الفرصة عمرو وطلب من عمر فتح مصر.

وقال له إن فتحتها فستكون قوة وعون للمسلمين ولكى تؤمن حدود الشام من هجمات الرومان ثم وافق عمر وولاه قيادة الجيش الذاهب لغزو مصر ففتحها.

وأمره عثمان بن عفان عليها لفترة ثم عزله عنها وولى عبد الله بن أبي السرح،ثم عاد بعدها عمرو إلى المدينة المنورة وفاته توفي ليلة عيد الفطر سنة 43 هـ في مصر وله من العمر ثمانية وثمانون سنة ودفن قرب المقطم.

ونقل الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء عن وفاته: «لما احتضر عمرو بن العاص قال: ” كيلوا مالي “، فكالوه فوجدوه إثنين وخمسين مدا، فقال: ” من يأخذه بما فيه يا ليته كان بعرا “، ثم أمر الحرس فأحاطوا بقصره فقال بنوه:

ما هذا؟ فقال: ” ما ترون هذا يغني عني شيئا “.» وجاء في صحيح مسلم: عمرو بن العاص أنه بكى طويلاً عند احتضاره، فجعل ابنُه يقول: «يا أبتاه، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟» قال:

فأقبل بوجهه فقال: «إن أفضل ما نُعِد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إني قد كنت على أطباق ثلاثٍ: لقد رأيتني وما أحدٌ أشدّ بغضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب إليّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو مُت على تلك الحال لكنت من أهل النار.

فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه قال: فقبضت يدي، قال: “ما لك يا عمرو؟” قال: قلت: أردتُ أن أشترط.

قال: “تشترط بماذا؟” قلت: أن يُغْفَر لي. قال: “أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله”.

وما كان أحد أحبّ إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أُطيق أن أملأَ عيني منه إجلالاً له، ولو سُئلت أن أصفه ما أطَقْتُ لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مُت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.

ثم وَلِينَا أشياءَ ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مُت فلا تَصْحَبْني نائحةٌ، ولا نارٌ، فإذا دفنتموني فشنوا عليَّ التراب شنًا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تُنحر جزور ويُقسم لَحْمُها حتى أسْتَأْنِسَ بكم، وأنظر ماذا أراجع رسلَ ربي».

عمرو بن العاص «قال عمرو بن العاص عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فلما نزل به الموت ذكره ابنه بقوله وقال: صفه.

قال: ” يا بني الموت أجل من أن يوصف ولكني سأصف لك أجدني كأن جبال رضوى على عنقي وكأن في جوفي الشوك وأجدني كأن نفسي يخرج من إبرة “.

وقال: حين احتضر: ” اللهم إنك أمرت بأمور ونهيت عن أمور تركنا كثيرا مما أمرت ورتعنا في كثير مما نهيت اللهم لا إله إلا أنت ” ثم أخذ بإبهامه فلم يزل يهلل حتى فاض، جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا فقال ابنه عبد الله:

ما هذا الجزع وقد كان محمد يدنيك ويستعملك؟ قال: ” أي بني قد كان ذلك وسأخبرك، إي والله ما أدري أحبا كان أم تألفا ولكن أشهد على رجلين أنه فارق الدنيا وهو يحبهما ابن سمية وابن أم عبد “، فلما جد به وضع يده موضع الأغلال من ذقنه وقال:

” اللهم أمرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا ولا يسعنا إلا مغفرتك “، فكانت تلك هجيراه حتى مات.» وذكر أبو العباس المبرد أنه لما حضرت الوفاة عمرو دخل عليه ابن عباس فقال:

«دخلت على عمرو بن العاص وقد احتضر، فدخل عليه عبد الله بن عمرو فقال له: ” يا عبد الله، خذ ذلك الصندوق “، فقال: لا حاجة لي فيه، قال:

“إنه مملوء مالا “، قال: لا حاجة لي به، فقال عمرو: ” ليته مملوء بعرا ” قال: فقلت: يا أبا عبد الله، إنك كنت تقول: أشتهي أن أرى عاقلا يموت حتى أسأله كيف يجد فكيف تجدك؟ قال:

” أجد السماء كأنها مطبقة على الأرض وأنا بينهما، وأراني كأنما أتنفس من خرم إبرة “، ثم قال: ” اللهم خذ مني حتى ترضى “. ثم رفع يديه فقال: ” اللهم أمرت فعصينا، ونهيت فركبنا فلا بريء فأعتذر، ولا قوي فأنتصر، ولكن لا إله إلا الله ” ثلاثا، ثم فاظ.»

Shahd Bali

كاتبة ومحررة في موقع عالمك العربي، متخصصة في كتابة المقالات التثقيفية والتوعوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى