ولم يكن الشيخ سلمان العودة بعيداً عن الظروف الاقليمية والدولية فالمد الشيوعي الذي كان يحمل تهديد لمنطقة امريكا كان لابد له من مد إسلامي مضاد فهو كان يدعي الناس كي يكونو اقوياء بطرح الدين والقضاية الاسلامية. كما انه اخرج حملة تدعى بالصحوة وهذه الصحوة اصبحت من اكبر كوابيس المملكة العربية السعودية لانها اصبحت حملة ذوشعبية كبيرة مما سبب في دعوة الملك فهد لتطبيق إصلاحات سياسية عبر عريضو عرفت بأسم خطاب المطالب وكان سلمان العودة احد الموقعين عليها وهنا تم رفض العريضة ومنع سلمان العودة من الخطب والمحاضرات وبدأت الدولة بالتضيق على حملة الصحوة وعلى كل من يتبعها.
والكابوس بدا من جديد لان هذا التيار سيواجه السلطة فهنا بدات الخلافات تزداد بين السطات الامريكية والسعودية وبالاضافة إلى غزو العراق للكويت فاخرج الشيخ سلمان العودة شريط بأسم ” أسباب سقوط الدول ” مما تؤدي نتيجة تلك الشريط انتقاد الحكومات السياسية وتأليب الشارع لانه هاجم به فكرة الستعانة بغير المسلمين مما أدى إلى اندلاع مظهرات مطالبة بالاصلاح واشتباكات محدودة مع قوات الامن وكان رد الحكومة على الصحوين عنيف مما أدى إلى سجن قادات منهم وكان نصيب الشيخ سلمان العودة خمس سنوات من السجن مابين عام 1994وعام 1999.
وعند خروج العودة ومعه رموز الصحوة إلى الحرية وبدأت افكارهم الثورية تغيرت وبدا الشيخ سلمان بالظهور بالبرامج الاعلامية بالاضافة إلى انهاصبح ضيف ببرنامج سعودي رمضاني على القناة mbc السعودية وهو”حجر الزاوية”. واستمر الشيخسلمان بكتابته وتأثيراتها على الشعب لم تكن ترى الحكومة ان سلمان العودة يشكل خطر على دولتها لحد عام 2012 عند اخرجالشيخ سلمان العودة كتاب تحت اسم أسئلة ثورة:
- الإصلاح السياسي وشريعة الحاكم ومشروعية الثورة .
- دعوة الانظمة العربية لتقديم تنازلات جريئة.
- منح الحريات العامة وتحقيق المشاركة السياسية.
وسيقول فيها بشكل مباشر.
“التغيير مهما كانت صوره وأدواته مغامرة تستحق أن تُخاض”
وبالرغم منان هذا الكتاب يعد منهجاً كاملاً وغنياً بالحكمةإلا انه منع في السعودية وفي اليوم التالي تحدا العودة قرار السلطة وقام بنشر كتابه مجاناً على شبكة الانترنت ومثلت تحركات العودة ورفاقه صحوة جديدة ليست صحوة جهادية ثورية كما في الماضي بل صحوة اصلاحية تحمل خطاباً محمولاً عالمياً ومسموعاً محلياً وتصعب على السلطة موجهته بالاخيار الامني التقليدي فهؤلاء ليسوا محريضين ارهابين لذلك لم يصل غض السلطة من الشيخ سلمان إلى حد اعتقاله فهو لم يكن محرض الشباب للجهاد. إلى حد وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهدعام 2017 ومعه مستشاره الاول سعود القحطاني إلى الديوان الملكي غير كل شيء.
لانه بدأ الامر بالهجوم على تيار الصحوة السابق لرمي كل التخلف عليه وبربطه بتشجيع الارهاب وظهور التطرف ولنجعل من رموز الصحوة عبرة للجميع ومع خروج محمد بن سلمان على القناة السي بي سي الامريكية ليهاجم الصحويين ويتهمهم بالسيطرة على السعودية طيلة 30 عام وان الصورة الحقيقية للسعودية بدون الصحويين وهنا تبدأ الحملة الاعلانية التحريضية على الشيخ سلمان العودة واصدقائه ولكن هذهالحملة لم تسكت الشيخ سلمان بل زادته قوة وهنا بدات السعودية بخلع رداءها المحافظ وسلطة رجال الدين تتزعزع وهيئة الامر بالمعروف ونهي عن المنكر تتوقف حصار لدولة خليجية جارة ومسلمة وهي قطر.
وسط كل هذا الشيخ سلمان لم يستسلم وظل متحمساً للربيع وداعياً للحرية والعدل,وهنا بدأ محمد بن سلمان بتغير كل شيء وكل من ليس معه فهو ضده وابدأ باعتقال رجال اعمال وأمراء وناشطات نسويات ومفكرين يساريين وفتحت زناوينه لكل احد يقول كلمة الحق بوجهه ولذلك سجن الشيخ سلمان العودة والكثير من اصدقاء دعوته ولم يسجن لانه اسلامي صحوي او لانه متطرف بل لانه مثل ثورة وعي للشعوب العربية ثورة على الفساد باحياء مبدا عمر بن الخطاب رضي الله عنه”من أين لك هذا”؟
