كبرنا على الزي الأزرق وجرس الفسحة وطابور المقصف وطيش أسرار المراهقة وكبرنا على لعب القيلولة واحتضان التراب بأقدام حافية وتشويه جدران الحي بقطع الطباشير.
كبرنا على الإذاعة المدرسية وتمارين الصباحية وكبرنا على مسح السبورة وكتابة التاريخ اليومي وعنوان الدرس وكبرنا على تغليف الكتب وزخرفة الطوابع وتسطيرالصفحة وإهمال الواجب المدرسي.
كبرنا على عقاب المساطر ورعب العصا والتفنن بابتكار أسباب الغياب كبرنا عى تفسير دوائر الفنجان وتصديق أبراج الصحف وتتبع خط العمر في كف اليد.
كبرنا على إخفاء روايات الحب وتهريب المجلات النسائية وقراءة قصص العشق وكبرنا على الثقة بالورد والعبث بوريقات الورد وتهامس بكلمات ( يحبني / ولا يحبني ).
كبرنا على السير عكس اتجاه التيار والوقوف في وجه الطوفان و(قومية عربية) و (عربية قومية) كبرنا على أغنيات الطفولة وأناشيد البراءة و ( غسل وجهك يا أمر).
كبرنا على ترقب تنبيهات الأمان و(على سلامتك) و(لأنك الإنسان نود لك سلامتك) وكبرنا على ترقب الأيام وبطء ليل الثلاثاء (عشان يوم الأربع بعد الشمس ماتطلع نجري ونشتري ماجد).
كبرنا على جرح الزمان (سالي) و (عنزة اليتيمة هايدي) وترقب مصير (عائلة فلونة) كبرنا على عبث الألوان وشخبطة الدفاتر والقلوب الحمراء وسهم الحب المخترق للقلوب كبرنا على تأكيد البقاء في الذاكرة و( اذكرني فالذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان).
وكبرنا على زراعة الوعود في الرسائل (سأحبك للأبد) و(سأذكرك ل الأبد) و(المخلص لك ل الأبد) كبرنا على طقوسنا الجميلة وعلى إعادة الأوراق.
وإعادة الهدايا وإعادة الصور و(لا تردين الرسايل) كبرنا على أفراحنا القديمة و (أسمر يا أسمراني) و (أهواك) و(حياة ألبي وأفراحه).
وكبرنا على سرد ألم مابعد الفراق و(ابعاد كنتم) و(رحلتي وتركتيني شماتة) وكبرنا على الكثير في زمن اختلفت فيه تفاصيل وملامح الحب كثيرة.
